أرشيف

ورحل “ساقي الثوار” في تعز برصاصة قناص

برصاصة مباغتة أطلقها قناص يعتلي أحد المباني المرتفعة المتاخمة لمقر مكتب التربية والتعليم بتعز، قضى خلدون العبسي، الشاب الذي اعتاد المعتصمون في ساحة الحرية بتعز رؤيته منذ مطلع فبراير/شباط المنصرم بمعية طفله الوحيد، وهو يوزع أكواب المياه الباردة على المتظاهرين ليخفف عنهم وطأة قيظ الظهيرة، ويساعدهم على مواصلة الصمود في المسيرات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم .
ملابسات مصرع خلدون العبسي جاءت أثناء محاولته التقاط صور لعدد من القناصة الذين بادروا بإطلاق الرصاص الحي على المعتصمين أمام مكتب التربية والتعليم بتعز، أثارت ردود فعل غاضبة في أوساط المعتصمين بساحة الحرية بمديرية القاهرة وشارع جمال عبد الناصر وسط المدينة، الذين تعهدوا مواصلة تصعيد الفعاليات الاحتجاجية الهادفة إلى التسريع بإسقاط النظام وإجبار الرئيس علي عبد الله صالح على الرحيل القسري عن السلطة .
واعتبر أحمد عبد الرحمن ثابت العبسي، أحد أقارب الشهيد العبسي في تصريح ل “الخليج” ملابسات مقتل خلدون العبسي ساقي المعتصمين بتعز برصاص قناص كشفت أن عمليات القتل التي يقترفها القناصة منذ بدء الاعتصامات الاحتجاجية في تعز منذ مطلع فبراير/شباط لا تتم بشكل عشوائي كما كان الاعتقاد السائد، لكن عبر استهداف الناشطين في الساحات والمسيرات، سواء كانوا من المعتصمين والمتظاهرين أو المتضامنين الذين يبادرون إلى تقديم خدمات لوجستية من قبيل تقديم الطعام والمياه للمتظاهرين خلال خروجهم في مسيرات حاشدة للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم .
وقال: “قُتل خلدون وهو يقدم أكواب الماء البارد للمعتصمين أمام مكتب التربية والتعليم وقد لمحه أحد القناصة وهو يفعل ذلك وحين بدأ إطلاق النار من قبل مسلحين يعتلون المباني المتاخمة لمبني مكتب التربية والتعليم بادر خلدون إلى إخراج هاتفه لتصوير هؤلاء القتلة وهم يمارسون القتل بدم بارد، لكن لم يتمكن من التقاط الصور لأن الرصاصة باغتته وأصابته في مقتل، فاستشهد على الفور، لكنني أعتقد أن دماءه أشعلت ثورة إضافية داخل صفوف شباب تعز، لقد تحول إلى رمز من رموز ثورة فبراير وشهدائها” .
مظاهر الغضب العام التي أثارها مقتل الشاب خلدون العبسي تجاوزت نطاق ساحة الحرية بمديرية القاهرة وساحة الاعتصام الجديدة بشارع جمال عبدالناصر وسط تعز لتهيمن على مفردات المشهد الشعبي بتعز وتدفع بمجاميع إضافية من الشباب للالتحاق بساحات الاعتصام وركب ثورة الشباب بالمدينة . وقالت إيمان عبده سعيد الجرباني، إحدى الناشطات في ساحة الحرية بتعز ل “الخليج” إن هناك حالة من الحزن والغضب الشديد تهيمن على تعز برمتها بسبب مصرع الشاب خلدون العبسي كون هذا الشاب كان يمثل لدى الكثيرين حالة إنسانية بديعة في التفاعل مع حدث الثورة الشبابية . وأضافت: “أكواب المياه الباردة التي كان يقدمها بود وإيثار للشباب المعتصمين أمام مكتب التربية والتعليم تحولت بعد استشهاده إلى رمزية مؤثرة لنموذج مساهمة فاعلة رغم بساطتها، لقد تسبب استشهاد خلدون في تقديم أدلة إدانة جديدة ضد النظام الحاكم وحفز في الوقت ذاته مئات الشباب الذين كانوا محايدين إلى المسارعة بحماس للالتحاق بساحات الاعتصام والمشاركة في الثورة ضد النظام الحاكم والجائر” .

زر الذهاب إلى الأعلى